إدارة موارد المياه العابرة للحدود: عندما تتدفق المياه خارج الحدود، تتبعها المسؤولية. والعمل معاً هو السبيل الوحيد للتغلب على التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة للموارد المشتركة.
تتطلب إدارة المياه العابرة للحدود التعاون خارج الحدود السياسية في مواجهة الجفاف وتغير المناخ وفقدان التنوع الحيوي وتغير مستوى جودة المياه وانخفاض مستوى الأمن الغذائي. وهذا يعني أيضاً أن على دول حوض الفرات تبادل البيانات وتخطيط البنية التحتية بشكل مشترك وحل النزاعات سلمياً. ولا تزال هناك تحديات كبيرة على الرغم من الجهود المبذولة لإنشاء أطر عابرة للحدود في الحوض. فهل يستطيع أصحاب المصلحة المتعددون التعامل مع الديناميكيات المعقدة لنهر الفرات لضمان مستقبل مائي مشترك؟
وتعود جهود التعاون بين دول حوض الفرات إلى ستينيات القرن الفائت. ولكن تقدم العمل على إبرام اتفاقيات لتقاسم المياه واجه عقبات كبيرة. وقد أدت الآمال المبكرة في التوصل إلى اتفاقات إلى مشاريع أحادية وتبادل محدود للبيانات، وهو ما يعكس في كثير من الأحيان التوترات السياسية. وتعرض الوضع لمزيد من الضغوط خلال التسعينيات، مع ظهور نزاعات متعلقة بتقلب مستويات المياه وتأثيرات السدود عند المنبع. وقد أدت الجهود المجزأة والتي غذاها عدم وجود اتفاق شامل وكذلك محدودية تبادل البيانات واختلال توازن القوى إلى انهيار التنسيق والإجراءات أحادية الجانب، مما أعاق إدارة المياه على المدى الطويل.
ومع ذلك، فقد شهدت السنوات الأخيرة تجدد الحوارات وتحولاً محتملاً نحو تعزيز التعاون في سياق الإدارة العابرة للحدود. فهل يستطيع حوض الفرات التغلب على ماضيه الممزق وصياغة مستقبل مستدام من خلال تعاون حقيقي عبر الحدود؟ وحده الوقت والعمل الجماعي قادر على تحديد ذلك.
تعتمد الإدارة المستدامة والعادلة للمياه العابرة للحدود على المؤسسات التعاونية وتبادل البيانات بشفافية وآليات التخصيص العادل والرصد الفعال وبناء القدرات لجميع دول الحوض.
وإن تحقيق ذلك أمر بالغ الأهمية لضمان الإدارة العادلة والشاملة والمستدامة للموارد الطبيعية التي تمتد عبر الحدود، كالمياه.
كيف يمكن لدول حوض الفرات الثلاثة أن تجتمع لإدارة مياهها المشتركة بشكل مستدام في المستقبل؟ دعونا نطلع على وجهات نظر بعض الشخصيات الخيالية. هل يمكن لأصواتهم أن تنسج تعاوناً؟
إن نهر الفرات الشريان الذي تشترك فيه تركيا وسورية والعراق. وليس التعاون من أجل بقاء وازدهار ثقافته وطبيعته وشعبه خياراً، بل إنه أمر حتمي. ويعتمد مستقبل رفاه حوض النهر ودوله على قدرتهم على تنسيق جهودهم في مجال الإدارة وتبادل البيانات والمشاركة الشاملة لأصحاب المصلحة، فبذلك فقط تستطيع تركيا وسورية والعراق تأمين المياه والرخاء والمستقبل المستدام لها وللنهر.
تلعب أرتريز.بلو دوراً في تعزيز تبادل البيانات التي يسهل الوصول إليها من خلال تسليط الضوء على قصص من نهر الفرات. ومن خلال التفاعل مع هذه الروايات، أصبحت أنت، أيها القارئ، جزءاً من حركة أوسع تهدف إلى جعل الوصول إلى البيانات عالمياً.
وتؤكد هذه المبادرة على قوة المعرفة المشتركة والعمل الجماعي في التغلب على التحديات التي تواجه نهر الفرات. ونود أن نشكركم على انضمامكم إلينا في هذه الرحلة نحو الشفافية والتعاون والإدارة المستدامة لأحد أهم موارد المياه في العالم.