قراءة المزيد
Satelite image of a field in Syria showing the impact of drought on agriculture

بذور المرونة

كيف تتغير الزراعة على جانبي نهر الفرات في القرن الحادي والعشرين

تاريخ النشر: 22 آذار 2024

قصة UNDP Syria و Onewater

سوريا بلد شبه جاف ذو مناخ متوسطي. وتناسب المحاصيل مثل الشعير والقمح والحمص هذا النوع من المناخ تماماً، فضلا عن الأشجار المقاومة للجفاف مثل الزيتون.

للزراعة أهمية كبيرة للمجتمعات السورية والاقتصاد الوطني في سورية. وضمت الزراعة في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين 40-50% من إجمالي القوى العاملة السورية. وفي يومنا هذا، يولد القطاع ما بين من الناتج المحلي الإجمالي لسورية.

معظم الزراعة في سورية مروية, أي قرابة 75% من إجمالي المحاصيل المزروعة

أما الـ 25% المتبقية فتروى بالمياه الجوفية ومياه الخزانات السطحية.

An image showing what percentage of plants are irrigated with groundwater and surface water in Syria

شهدت دول حوض الفرات معدلات نمو سكاني عالية وتطوراً سريعاً خلال النصف الثاني من القرن العشرين. وقد شجع ذلك الحكومات على زيادة إنتاج الغذاء محلياً عن طريق إنشاء مشاريع ري كبيرة.

وبالتالي أصبحت الزراعة أكبر مستهلك للمياه في هذه الدول، بنسبة 78% و88% و73% في العراق وسورية وتركيا على الترتيب.

2020
1990
الصور الفضائية للفارق في التوسع الزراعي على طول نهر الفرات بين عامي 1990-2020

وأصبحت الزراعة في حوض الفرات معرضة لمخاطر متزايدة في الآونة الأخيرة بسبب مجموعة من العوامل كممارسات إدارة المياه غير المستدامة والتغير في استخدام الأراضي والنزاعات المستمرة وتأثيرات تغير المناخ. وقد أدى تراجع الزراعة إلى زيادة مستويات انعدام الأمن الغذائي في أنحاء سورية.

تغير استخدام الأرض

تُظهر البيانات وصور الأقمار الصناعية تغيراً ملحوظاً في استخدام الأراضي في سورية منذ العام 2010. انخفضت المساحة المزروعة بين عامي 2010-2014 بنسبة 14.4% (690 ألف هكتار). كما انخفض الناتج المحلي الإجمالي للقطاع الزراعي في سوريا بحلول عام 2014 بنسبة 41% مقارنة عن العام 2010.

وعاد إجمالي مساحة الأراضي المزروعة للازدياد منذ عام 2014 بمقدار 231 ألف هكتار. ولكن المساحات المزروعة انخفضت بشكل عام خلال العقد الفائت.

2020
2010
صور الأقمار الصناعية للتغير في استخدام الأراضي، وتشمل انخفاض المحاصيل، بين عامي 2010-2020

ما السبب وراء ذلك؟

حسناً، الأمر معقد. يمكن أن يُعزى التغير في استخدام الأراضي على جانبي نهر الفرات إلى عاملين بشكل عام: الهجرة الداخلية وتأثيرات تغير المناخ.

الهجرة

كان عدد السكان السوريين قرابة 23.5 مليون نسمة قبل بداية الأزمة في العام 2011، يعيش 47% منهم في المناطق الريفية.

ومع بداية الأزمة، نزح العديد من سكان المجتمعات الريفية أو هاجروا تاركين حقولهم. ومن شأن تعطّل سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار المستمر حتى الآن أن يضعفا قدرة المزارعين على تحمل تكاليف المدخلات والمعدات الضرورية.

انخفض الإنتاج الزراعي وتغير استخدام الأراضي، إلى جانب انخفاض عدد العاملين في الزراعة في سورية.

A mother and a child walking on a road amid tents

تغير المناخ

كما أدى كل من ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار إلى عدد من التأثيرات السلبية على الزراعة السورية.

على سبيل المثال، أدى انخفاض معدلات هطول الأمطار بنسبة 50-70%إلى ترك 80% من حقول القمح البعلية في سورية دون زراعة في العام 2021. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن إنتاج الشعير خلال العام 2021 كان 268 ألف طن فقط، أي 10% فقط من إنتاج الشعير في 2019 وفي 2020.

A field showing the impact of drought in Syria

لم تشهد سورية مثل هذا الجفاف منذ سنوات. ففي السنوات السابقة، شهدت محافظة واحدة أو اثنتين فقط جفافاً، أما هذا العام فقد تأثرت جميع المحافظات، مما أثر بشكل كبير على الزراعة. وقد تأثرت بذلك المحاصيل الشتوية في المناطق البعلية، وتحديداً القمح والشعير الاستراتيجيان.

وزير الزراعة والإصلاح الزراعي السوري

محمد حسان قطنا

انعدام الامن الغذائي

أدى انخفاض الإنتاج الزراعي المصحوب بارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في المنطقة.

وفي العام 2021، تشير التقديرات إلى أن 12 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي. ويمثل هؤلاء حوالي 60% من إجمالي السكان.

ويعاني 2.5 مليون من هؤلاء الـ 12 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد ولا يمكنهم البقاء على قيد الحياة دون مساعدات غذائية.

Image of a full apple
Image of half an apple
Image of a quarter of an apple

الجهود والمشاريع

وهنالك جهودٌ تبذل حالياً للحفاظ على الأمن الغذائي في المنطقة. وقد لعبت كل من الحكومة والإدارات المحلية، إلى جانب العديد من منظمات الإغاثة في حالات الطوارئ، دوراً مهماً في تخفيف مستويات انعدام الأمن الغذائي بين السكان السوريين في السنوات الأخيرة.

كما يدأب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاؤه على توسيع نطاق الزراعة المقاومة لتغيرات المناخ والموفرة للمياه في حوض الفرات.

  • Image of a solution

    تعزيز الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش

  • Image of a solution

    إعادة تأمين المياه لمربي الماشية

  • Image of a solution

    حصاد الأمل

  • Image of a solution

    من الأراضي المقفرة إلى الأراضي المورقة

  • Image of a solution

    التغير المناخي مسؤول عن الجفاف المدمر في سورية والعراق وإيران

  • Image of a solution

    أنجز صندوق إعادة إعمار سورية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية المشروع الزراعي المشترك في الرقة بنجاح.

وعلينا أن ندرك أن الزراعة ستظل تحت التهديد ما لم تعالج الأسباب الجذرية بشكل فعال. وإن جودة المياه أحد العوامل التي تؤدي إلى تفاقم التحديات بشكل متزايد.

المراجع