المياه الغائمة

وطرأ ارتفاع ملحوظ في مستوى التلوث النفطي في نهر الفرات منذ بداية الأزمة السورية. وذلك بسبب تهريب الكثير من النفط إلى القطر ومن ثم بيعه.

يشترى برميل النفط الخام بحوالي 20 ألف ليرة سورية (39 دولاراً أمريكياً) ومن ثم يباع بمبلغ 28 ألف ليرة سورية (54 دولاراً أمريكياً) (المرجع نفسه). كما يكرر بعض التجار النفط الخام لإنتاج الديزل والبنزين والكيروسين ليبيعوه بسعر أعلى.

ويهرَّب النفط بطرق بدائية وغير آمنة تؤدي في كثير من الأحيان إلى تسربه. وقد لوحظ أن العديد من الحاويات والبراميل البلاستيكية لا تغلق بشكل آمن عند نقل النفط وتجمع بالحبال ثم تجر إلى القوارب. ونتيجة لذلك، غالباً ما يكون هناك تسرب من البراميل وبالتالي ارتفاع مستويات التلوث النفطي بالقرب من نقاط التهريب في النهر. إن العملية غير منظمة تماماً كونها غير قانونية.

الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات مجموعةٌ تضم أكثر من 100 مادة كيميائية سامة مختلفة تتشكل أثناء الاحتراق غير الكامل للفحم والنفط والغاز والخشب وغيرها من المواد العضوية.

تُعرف الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات بثباتها في البيئة وقدرتها على التراكم الحيوي، أي أنها يمكن أن تتراكم في أنسجة الكائنات الحية بمرور الوقت وعلى طول السلسلة الغذائية.

تنتُج الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في نهر الفرات من احتراق المنتجات النفطية وعمليات التكرير في المقام الأول، وتشكل مخاطر بيئية وصحية كبيرة.

تؤثر هذه المواد السامة سلباً على الحياة المائية في النهر، مما يؤدي إلى تعطيل الأجهزة الإنجابية والتنموية والمناعية في كل من النباتات والحيوانات ومن المحتمل أن تسبب طفرات فيها.