يعد الشرق الأوسط من أكثر المناطق عرضة لتغير المناخ العالمي. سيكون تغير المناخ المحرك الأبرز لزيادة الإجهاد المائي في المنطقة، وخاصة في سورية والعراق.
بلغ متوسط عدد الأيام شديدة الحرارة في المنطقة 16 يوماً سنوياً في بداية القرن الحادي والعشرين. ويُتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 80-120 يوماً بحلول منتصف القرن.
السيناريو الأسوأ: أكثر من 200 يوم شديد الحرارة سنوياً بنهاية القرن.
إن آثار تغير المناخ في سورية متنوعة وعميقة. ويواجه القطر العديد من التحديات كارتفاع درجات الحرارة وحالات الجفاف المتكررة والمكثفة وانخفاض معدلات الهطولات المطرية وذوبان الثلوج غير المنتظم الذي يؤثر على تدفقات الأنهار وتناقص رطوبة التربة وزيادة ملوحة التربة.
علاوة على ذلك، يمكن أن تصبح الآثار الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بتغير المناخ، وخاصة مخاطر النزاع على الموارد المائية أكثر شدة عندما تصبح ندرة المياه قضية ملحة بشكل متزايد في منطقة الشرق الأوسط.
يؤدي تغير المناخ إلى تغيير جذري في الدورة الهيدرولوجية بعدة طرق خطرة. وتظهر آثار ذلك بشكل خاص على نهر الفرات في سورية.
تكون القدرة على التكيف مع الحرارة الشديدة محدودة للغاية في المناطق النائية الفقيرة حيث تؤثر الحرارة والجفاف بشكل كبير على الصحة والزراعة.
سيزيد تغير المناخ في تفاقم الظروف المعيشية بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد تجعل موجات الحرارة الطويلة والعواصف الرملية بعض المناطق غير صالحة للسكن [...].
”مدير في معهد ماكس بلانك للكيمياء
جوس ليليفيلد
ولا تزال الاستراتيجيات الشاملة لمعالجة الارتفاع الشديد في درجات الحرارة قيد الإعداد ولكن يمكن تنفيذ تدابير عملية. على سبيل المثال، يعد تعديل المساكن للحفاظ على درجات حرارة داخلية منخفضة خياراً قابلاً للتطبيق، خاصة في المناطق التي تكثر فيها أشعة الشمس حيث يمكن تسخير الطاقة الشمسية لأغراض التبريد. وفي القطاع الزراعي، قد يتطلب التكيف مع حالات الجفاف المتكررة تنفيذ تقنيات ري مبتكرة وزراعة محاصيل مقاومة للجفاف.
وقد بدأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية وشركاء التنمية في تنفيذ مشاريع تجريبية تهدف إلى تعزيز مرونة المجتمعات السورية وقدراتها على التكيف في مواجهة تغير المناخ. ويمكنك الاطلاع على بعض الأمثلة أدناه.