يعد نهر الفرات ومياهه مصدراً مهماً للطاقة لتركيا وسورية والعراق، إذ يدعم ملايين الأشخاص عبر الحوض. كما تلعب خزاناته العديدة دوراً لا غنى عنه في إمدادات المياه للمنازل والزراعة والصناعة.
هذا مكان مثالي للطاقة الكهرومائية
وتعمل على طول حوض الفرات العديد من سدود توليد الطاقة الكهرومائية بشكل جماعي.
أكثر من 34,560 ميجاوات من الطاقة
بالإضافة إلى ذلك، أنشئ أكثر من 70 خزاناً غالباً بسبب السدود وتوفر مياه الشرب ومياه الري لأكثر من 20 مليون شخص.
على سبيل المثال، يعد سد الطبقة أكبر منشأة للطاقة الكهرومائية في سورية. وقد بُني بين عامي 1968 و1973 ويحظى بأهمية كبيرة في البلاد. ويبلغ ارتفاع هذه البنية التحتية الحيوية 60 متراً وتمتد عبر 4.5 كيلومتر، ولا تقتصر على دعم الري وتوليد الكهرباء فحسب، بل تشكل أيضاً بحيرة الفرات، أكبر بحيرة في البلاد. وبحيرة الفرات مصنفة رسمياً كمنطقة مهمة للطيور، مما يسلط الضوء على أهمية سد الطبقة البيئية.
علاوة على ذلك، توفر الطاقة الكهرومائية مصدراً نظيفاً ومتجدداً للطاقة يوفر بديلاً مستداماً للوقود الأحفوري.
ومن شأن قدرتها على إنتاج الكهرباء دون انبعاث غازات دفيئة أن تجعلها عنصراً أساسياً في مكافحة تغير المناخ وفي تعزيز أمن الطاقة.
إذا استبدلنا الطاقة الكهرومائية في نهر الفرات بمحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم، سيكون هنالك المزيد
من الانبعاثات سنوياً
ولكن قد يكون لبناء السدود والخزانات واستخدامها آثاراً ضارةً على النظم البيئية في المنطقة كإزعاج موائل الطيور والحياة البرية. وفي حين أن الخزانات يمكن أن تصبح في حد ذاتها أنظمة بيئية جديدة، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن تأثيرها على النظم البيئية الموجودة أصلاً.
كما يمكن أن تسد السدود مسارات هجرة الأسماك وتقلل من تدفق المياه في اتجاه مجرى النهر، مما قد يؤدي إلى الإضرار بالنظم البيئية على بعد مئات الكيلومترات.
بالإضافة إلى ذلك، ينطوي التكثيف المائي على تعديل تدفق المياه عبر السدود لتتناسب مع ذروة الطلب على الكهرباء. وهذا يعني أن مستويات المياه يمكن أن تزيد أو تنخفض بشكل مفاجئ جداً في النظام البيئي للنهر. فعلى الرغم من فائدته في إدارة الطاقة، إلا أن التكثيف المائي يعطل النظم البيئية للأنهار من خلال التأثير سلباً على الحياة البرية والموائل وفي بعض الأحيان إغراقها.
ويجب أيضاً فحص ديناميكيات المنبع والمصب. إذ يمكن لزيادة إمكانات الري من الخزانات أن تعزز مستويات إنتاج الغذاء في المنطقة المحيطة. ومع ذلك، قد تُحرم الأراضي الزراعية ومصائد الأسماك عند المصب من الرواسب والمواد المغذية المهمة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة التآكل وخطر انهيار الدلتا بسبب نقص تجديد الرواسب.
يتطلب إيجاد حلول لهذه التحديات دراسةً متأنية. في الوقت الحالي، يجعل التقدم في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مشاريعَ الطاقة الكهرومائية الأصغر حجماً أقل تبريراً من الناحية البيئية. وربما يكون التركيز على السدود الأكبر حجماً الضرورية لتوفير المياه والطاقة والأمن الغذائي نهجاً أفضل.
يمكننا تقليل تأثير جميع السدود البيئي، سواء كانت قائمة أو مخطط لها، من خلال إشراك أصحاب المصلحة المحليين منذ البداية وطوال الوقت. ومن الممكن أن تعمل الأنظمة والتكنولوجيات الدائرية كتدابير تكميلية للطاقة الكهرومائية، أو حتى كبدائل، في ظل السياق الصحيح.